تخطى إلى المحتوى

حماية الأطفال والقصّر في القضايا الجنائية والمدنية في الإمارات

في يوم من الأيام، دخل طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً إحدى المحاكم في إمارة من إمارات الدولة، مُرتبكاً بين أروقة النظام القضائي، دون أن يعرف حقوقه أو الضمانات التي تحميه كقاصر.

تُعد قوانين حماية القصّر في النظام القضائي الإماراتي من الدعائم الأساسية في منظومة العدالة الإماراتية، وتشمل حقوق الطفل – أو القاصر – وإجراءات التحقيق والمحاكمة، فضلاً عن البدائل التأهيلية والإشراف الأسري، وكل ذلك ضمن إطار قانوني متين.

في هذا المقال نبيّن كيف يُعنى النظام القضائي في الإمارات بحماية القصّر، ما هي الأُطر القانونية، ما هي إجراءات التحقيق والمحاكمة الخاصة بالقصّر، وما هي التدابير التأهيلية والرعاية الاجتماعية، وحقوق الأسرة وإمكانية الاستئناف، وأخيراً دور المحامي المختص في قضايا القصّر.

للتواصل مع محامي في الإمارات مختص في قضايا القصّر، يُرجى الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة.

الأُطر القانونية لحماية القصّر في النظام القضائي الإماراتي

يُرسّخ النظام القضائي الإماراتي حماية القصّر عبر منظومة تشريعية متكاملة تهدف إلى ضمان حقوق الطفل وصون كرامته منذ لحظة ولادته وحتى بلوغه سنّ الرشد. ويُعدّ القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل المعروف باسم «قانون وديمة» حجر الزاوية في هذا المجال، إذ يُعرّف «الطفل» بأنه كل من لم يُتم الثامنة عشرة من عمره (المادة 1). ويهدف هذا القانون إلى حماية الطفل من جميع أشكال الإهمال والعنف والاستغلال وسوء المعاملة، سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.

ينصّ القانون صراحة على أن للطفل حقاً في الحياة والنمو في بيئة آمنة وسليمة تضمن له التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، وتمنع أي شكل من أشكال التمييز أو الحرمان (المادتان 7 و 4). وتُعتبر الأسرة الطبيعية البيئة الأفضل لتنشئة الطفل، حيث تُمنح مصلحته الفضلى الأولوية القصوى في كل إجراء أو قرار يصدر عن السلطات القضائية أو الإدارية، وهو مبدأ يُعدّ من الركائز الأساسية في فلسفة العدالة الإماراتية.

وتتولى وزارة تنمية المجتمع، والجهات المحلية المختصة، الإشراف على تطبيق أحكام قانون وديمة بالتعاون مع القضاء والنيابة العامة، لضمان تنفيذ التدابير الوقائية عند تعرّض القاصر للخطر. كما تتكامل هذه المنظومة مع القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2022 بشأن القاصر الجانح والمعرَّض للانحراف الذي يختص بالأطفال الذين يخالفون القانون، ليُعزز من حماية القصّر داخل النظام القضائي الإماراتي من خلال التركيز على التأهيل بدلاً من العقوبة، والإصلاح بدلاً من الإقصاء.

بهذا النهج، يُثبت النظام القضائي في الإمارات أنه لا يتعامل مع القاصر كـ«جانح» فحسب، بل كإنسانٍ في طور التكوين يستحق الفرصة للإصلاح والنمو في بيئة تُراعي احتياجاته النفسية والاجتماعية، مما يجعل حماية القصّر في النظام القضائي الإماراتي أحد أكثر النماذج تطوراً وإنسانية في المنطقة.

التشريع المتعلق بالقُصّر في النزاع مع القانون

تُظهر قوانين حماية القصّر في النظام القضائي الإماراتي التزام الدولة العميق بتطبيق العدالة الإصلاحية لا العقابية، ويتجلى ذلك بوضوح في القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2022 بشأن القاصر الجانح والقاصر المعرّض للانحراف، الذي جاء ليُحدّث الإطار القانوني السابق ويوائم بين المعايير الدولية لحقوق الطفل والخصوصية الثقافية والقضائية للدولة. هذا القانون يُعنى بكل من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره عند ارتكاب فعلٍ يُخالف القانون، سواء كان جانحًا (أي ارتكب فعلاً مجرَّمًا)، أو معرّضًا للانحراف نتيجة ظروف اجتماعية أو نفسية أو عائلية.

  • نصّت المادة (5) على مبدأ جوهري مفاده أن القاصر الذي لم يُتم الثانية عشرة من عمره لا يُحاكم جنائياً، بل تُتخذ بحقه تدابير إصلاحية وإدارية مثل الإرشاد الاجتماعي أو الإيداع في مركز تأهيل، ما يعكس رؤية الإمارات في أن الهدف من الإجراءات القضائية هو حماية القاصر لا معاقبته.
  • كما أكدت المادة (8) أن العقوبات القاسية مثل الإعدام أو السجن العادي لا تُطبّق على القُصّر، وإنما تُستبدل بتدابير مخففة تراعي سنّ الطفل ونضجه العقلي والنفسي، مثل المراقبة القضائية أو الإقامة في مراكز إصلاح متخصصة.
  • ومن الناحية الفلسفية، يكرّس التشريع مبدأ “أفضل مصلحة الطفل” كمبدأ حاكم في جميع مراحل الدعوى، بدءًا من التحقيق وحتى الحكم والتنفيذ، بحيث تُعطى الأولوية لسلامة القاصر وإعادة دمجه في المجتمع على حساب الردع العقابي.
  • وتتكامل هذه الأحكام مع السياسة الوطنية لرعاية حقوق الطفل التي نشرتها اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان عبر بوابة الحكومة الاتحادية، والتي تؤكد على دعم القاصر في مجالات التعليم، الصحة، الحماية الأسرية، والرعاية الاجتماعية، ضمن رؤية شاملة تجعل حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي نموذجًا رائدًا للعدالة الإنسانية في العالم العربي.

ويمتاز هذا القانون بإنشائه نظاماً قضائياً موازياً خاصاً بالأحداث داخل المحاكم الإماراتية، يُعرف باسم “محاكم القُصّر”، حيث تُدار الجلسات بسرية تامة ويُحظر نشر أي تفاصيل تتعلق بهوية الطفل. كما يُلزم النيابة العامة والشرطة بوجود مختصين اجتماعيين أثناء التحقيقات مع القاصر، لضمان حمايته من أي ضغط نفسي أو تجاوز قانوني.

إجراءات التحقيق والمحاكمة الخاصة بالقصّر

يُعَدّ تنظيم إجراءات التحقيق والمحاكمة الخاصة بالقصّر في النظام القضائي الإماراتي من أبرز مظاهر التقدّم القانوني في الدولة، إذ يوازن بين تحقيق العدالة وحماية مصلحة الطفل. ويتعامل النظام القضائي مع القاصر ليس كمتهم عادي، بل كحالة إنسانية تحتاج إلى المعالجة والتقويم في إطار قانوني يراعي عمره ونضجه العقلي والنفسي.

التحقيق وما قبله

عندما يُشتبه في ارتكاب فعل من قبل قاصر، تبدأ الجهات المختصة أولاً بتحديد سنّ الطفل بدقة استناداً إلى وثيقة رسمية مثل شهادة الميلاد أو بطاقة الهوية، وإذا تعذر ذلك، تُقدَّر السنّ بواسطة الوسائل الطبية والفنية لضمان عدم محاسبة طفلٍ على نحوٍ لا يتناسب مع مرحلته العمرية. ويُعتبر هذا الإجراء جوهرياً لأنه يُحدد طبيعة التدابير التي يمكن اتخاذها، سواء كانت اجتماعية أو قضائية.

وفي حال كان القاصر معرّضاً للانحراف نتيجة ظروف اجتماعية كفقدان أحد الوالدين، أو مخالطة أصحاب السوابق، أو التسرب الدراسي، تتولى الجهات المختصة مثل هيئة تنمية المجتمع (CDA) والنيابة العامة اتخاذ تدابير وقائية فورية، تشمل المراقبة الاجتماعية، أو الإحالة إلى مراكز الرعاية لحمايته من الانزلاق في الجريمة. ويُعد هذا التدخل المبكر خطوة محورية ضمن سياسة حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي لأنها تمنع الجنوح قبل وقوعه.

الخصوصية والمرافعة

يولي القضاء الإماراتي أهمية كبرى لسرية محاكمات الأحداث، إذ تُعقد جلسات النظر في قضايا القُصّر داخل قاعات مغلقة لا يُسمح بحضورها إلا للأطراف المعنية، حمايةً لخصوصية القاصر ومنعاً لوصمه اجتماعياً. ويُلزم القانون حضور محامٍ مختص إلى جانب القاصر في جميع مراحل المحاكمة، خصوصاً في الجنايات أو القضايا الجسيمة، لضمان ممارسة حق الدفاع بصورة كاملة.

كما تُراعى خلال الجلسات طبيعة القاصر النفسية والعاطفية، فيُوجَّه إليه الخطاب بلغة يفهمها، وتُشرح له الإجراءات بطريقة مبسطة تتناسب مع قدراته الذهنية. وتشارك النيابة العامة لشؤون الأحداث ومختصون اجتماعيون في هذه العملية لتقديم التوصيات التي تخدم المصلحة الفضلى للطفل، وهو مبدأ أساسي في كل مراحل التقاضي المرتبطة بـ حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي.

العقوبات أو التدابير القضائية

في حال ثبت ارتكاب القاصر لجريمة تستوجب عقوبة على غرار ما يُفرض على البالغين، فإن القانون الإماراتي يُطبّق قاعدة التخفيف التلقائي للعقوبة بحيث لا تتجاوز نصف الحد الأقصى المقرر للبالغين، ولا يجوز الحكم عليه بالإعدام أو بالسجن العادي. ويُعتبر هذا المبدأ ترجمة واضحة لفلسفة العدالة الإصلاحية التي تتبنّاها الدولة.

وبدلاً من العقوبات التقليدية، يجيز القانون للقاضي أن يفرض تدابير بديلة مرنة تتنوّع بين:

  • الوضع تحت المراقبة القضائية لفترة محددة.
  • الخدمة المجتمعية التي تُنمّي إحساس المسؤولية لدى القاصر.
  • الالتحاق ببرامج التأهيل المهني أو النفسي.
  • الإقامة في مركز رعاية أو علاج صحي إذا استدعى الأمر ذلك.

ويهدف هذا النهج إلى إعادة تأهيل القاصر ودمجه في المجتمع بصورة إيجابية، مع توفير بيئة تعليمية وإرشادية تقيه من العودة للجنوح. وبهذه المنظومة المتكاملة، تُظهر دولة الإمارات نموذجاً متقدماً في حماية القصر في النظام القضائي عبر تحويل العقوبة إلى فرصة للنمو والإصلاح، وليس إلى أداة للانتقام أو الوصم الاجتماعي.

التدابير التأهيلية والرعاية الاجتماعية بدلاً من العقوبات القاسية

تقوم قوانين حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي على مبدأ جوهري مفاده أن القاصر لا يُعامل كمجرم بل كفرد يحتاج إلى الرعاية والتقويم. ولهذا يمنح القانون الأولوية للإصلاح والتأهيل على حساب العقوبة القاسية، انسجامًا مع فلسفة العدالة الإنسانية التي تتبناها دولة الإمارات.

  • فبدلاً من السجن أو الحرمان الطويل من الحرية، يتيح القانون للمحاكم تطبيق تدابير تأهيلية وإصلاحية تتناسب مع سن القاصر وطبيعة الفعل المرتكب. وتشمل هذه التدابير الإقامة في مراكز متخصصة تهتم بالتوجيه السلوكي والنفسي، والمشاركة في برامج الخدمة المجتمعية التي تهدف إلى غرس الشعور بالمسؤولية والانتماء الإيجابي للمجتمع، إلى جانب برامج التعليم المهني والتدريب الحرفي التي تُكسب القاصر مهارات عملية تُمكّنه من بناء مستقبل سليم بعيد عن الانحراف.
  • في هذا السياق، تعمل مؤسسات مثل هيئة تنمية المجتمع في دبي (CDA) على إنشاء مراكز رعاية متكاملة تُعنى بالقُصّر الذين يُظهرون سلوكاً مريباً أو ميولاً انحرافية، مثل التغيب المتكرر عن المدرسة أو مخالطة رفاق السوء. وتهدف هذه المراكز إلى تعديل السلوك وإعادة الدمج الاجتماعي عبر خطط علاجية تُشرف عليها لجان متخصصة تضم خبراء في علم النفس والاجتماع والقانون.
  • كما يحرص النظام القضائي الإماراتي على إشراك الأسرة في جميع مراحل التأهيل، إذ تُستدعى الوالدان أو الأوصياء القانونيون لحضور الجلسات التأهيلية ووضع خطة مشتركة لمتابعة القاصر بعد انتهاء فترة التدبير. فالأسرة تُعدّ البيئة الأولى لتنشئة الطفل، ومشاركتها تُضاعف فرص نجاح إعادة التأهيل والاندماج في المجتمع.

وتُشرف النيابة العامة لشؤون الأحداث ومحاكم القُصّر على تنفيذ هذه التدابير ومتابعتها بشكل دوري، لضمان التزام المراكز المعنية بمعايير الرعاية والاحترام الإنساني. وبهذا النهج المتكامل، يتحول النظام القضائي الإماراتي إلى نموذج يُجسّد فعلياً فلسفة حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي من خلال منحهم فرصة ثانية للتصحيح والنمو بدلاً من الانكسار داخل السجون.

حقوق الأسرة وإمكانية الاستئناف في قضايا القصّر

تُعدّ الأسرة الركيزة الأساسية في حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي، فهي البيئة الطبيعية التي تُؤمّن للطفل الأمان العاطفي والتوجيه السليم وتُسهم في عملية التأهيل والإصلاح.

  • يُكرّس القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل (قانون وديمة) مبدأ أن الأسرة هي النواة الأولى للتربية والرعاية، ويُلزم الوالدين أو الأوصياء بتحمّل المسؤولية الكاملة عن حماية الطفل ورعايته وتنشئته على القيم الأخلاقية والاجتماعية (المادة 4).
  • ولم يكتفِ المشرّع الإماراتي بتحميل الأسرة واجب الرعاية، بل منحها كذلك حقوقاً قانونية داخل النظام القضائي تُمكّنها من المشاركة الفاعلة في الإجراءات التي تخص القاصر. فللوالدين أو الأوصياء الحق في تمثيل القاصر أمام الجهات القضائية، وحضور جلسات التحقيق والمحاكمة، والمشاركة في قرارات إعادة التأهيل أو وضع القاصر تحت إشراف اجتماعي خاص. كما تُؤخذ آراء الأسرة في الاعتبار عند تحديد التدابير المناسبة أو اختيار المركز التأهيلي الأنسب، بما ينسجم مع مبدأ مصلحة الطفل الفضلى الذي يُعتبر حجر الزاوية في فلسفة العدالة الإماراتية تجاه القصر.
  • ويُتيح النظام القضائي الإماراتي للأُسر الحق في الاستئناف ضد الأحكام أو القرارات الصادرة في قضايا القصر، وفقاً لطبيعة الحكم والجهة القضائية المختصة، سواء كانت محكمة أحداث أو دائرة استئنافية مختصة بشؤون القُصّر. ويُراعى في هذه الإجراءات أن تكون سريعة وسرّية لحماية نفسية القاصر واستقراره الأسري.
  • وتتميز محاكم الأحداث في الإمارات بمرونتها، إذ تراعي درجة النضج العقلي والعمري للقاصر عند إصدار الحكم، فلا تُطبّق العقوبات ذاتها المقرّرة للبالغين، بل تصدر أحكاماً إصلاحية تُركّز على التأهيل والرعاية أكثر من الردع. كما يمكن للمحكمة أن تُعيد النظر في التدبير التأهيلي بناءً على تحسن حالة القاصر أو توصية الجهة الاجتماعية المشرفة عليه.

ومن خلال هذا التوازن بين دور الأسرة والسلطة القضائية، يضمن النظام الإماراتي أن تكون حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي منظومة متكاملة تُشارك فيها الأسرة بوصفها شريكاً أساسياً في الإصلاح، وليس مجرد متلقٍ للقرارات، مما يعزز روح العدالة الإنسانية التي تقوم على الرعاية لا العقاب.

دور محامٍ مختص في قضايا القصّر والإجراءات الملائمة

يلعب المحامي المختص في قضايا القُصّر دوراً محورياً في تحقيق حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي، إذ لا يقتصر دوره على الترافع أمام المحكمة فحسب، بل يمتد ليكون حلقة وصل إنسانية وقانونية بين القاصر وأسرته والجهات العدلية والاجتماعية. فالقضايا التي يكون أحد أطرافها قاصراً تتطلب معرفة دقيقة بالتشريعات الخاصة، مثل القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل (قانون وديمة) والقانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2022 بشأن القاصر الجانح والمعرض للانحراف، إضافة إلى فهم عميق لأساليب التعامل النفسي والاجتماعي مع الأحداث.

  • منذ اللحظة الأولى لبدء التحقيق، يحرص المحامي على ضمان التزام الجهات الأمنية والنيابة العامة بحقوق القاصر، فيُشرف على استجوابه بطريقة تراعي عمره ومستوى نضجه، ويمنع أي ضغط نفسي أو لفظي قد يؤثر على أقواله. كما يُقدّم الدفاع القانوني بأسلوب يوازن بين حماية المصلحة الفضلى للقاصر وبين احترام الإجراءات القضائية، ويُعدّ طلبات للإحالة إلى برامج التأهيل أو الرعاية الاجتماعية بدلاً من العقوبات التقليدية.
  • كذلك، يُقدّم المحامي المتخصص دعماً متكاملاً للأسرة، إذ يشرح للوالدين أو الأوصياء الخطوات القانونية والإجراءات المتاحة، بما في ذلك إمكانيات الاستئناف أو تخفيف التدابير القضائية، ويعمل على تمكينهم من المشاركة الفاعلة في خطة الإصلاح وإعادة الدمج. وغالباً ما يلعب المحامي دوراً تفاوضياً مع الجهات القضائية أو مراكز الرعاية لوضع خطة إصلاح فردية للقاصر تُنفّذ تحت إشراف القضاء والنيابة المختصة.
  • وفي القضايا التي تتعلق بأحداث معرضين للانحراف دون ارتكاب جريمة فعلية، يمكن للمحامي أن يتدخل مبكراً لتقديم حلول بديلة، مثل التوجيه الأسري، أو المتابعة التعليمية، أو الإلحاق ببرامج توعية شبابية معتمدة من هيئة تنمية المجتمع أو وزارة تنمية المجتمع. بذلك يصبح المحامي ليس فقط مدافعاً قانونياً، بل شريكاً في عملية حماية القصر في النظام القضائي الإماراتي، يسعى للحفاظ على مستقبل الطفل ومنع وصمه اجتماعياً أو قضائياً.

وبفضل هذا الدور المتكامل، يتحول وجود المحامي إلى ضمانة أساسية لتحقيق العدالة الرحيمة التي تُميّز القضاء الإماراتي، حيث تُبنى العدالة على الإصلاح لا الانتقام، وعلى التربية لا العقوبة.

الأسئلة الشائعة

سنّ المحاكمة الجنائية في الإمارات بموجب قانون القاصر الجانح، القاصر الذي لم يبلغ 12 عاماً عند ارتكاب الفعل لا يُحاسب جنائياً، بل تُتخذ ضده تدابير إدارية أو تأهيلية.

القاصر لا يُحكم بالعقوبات التقليدية مثل إعدام أو سجن البالغين. يتم تطبيق تدابير بديلة مثل المراقبة القضائية، التأهيل، الخدمة المجتمعية، أو الإقامة في مراكز إصلاح جهويّة.

الوالدان أو الأوصياء أثناء إجراءات المحكمة الخاصة بالقاصر يملكون حق الحضور والمشاركة، والتوصية بخطة تأهيل القاصر، ويُراعى مبدأ أفضل مصلحة الطفل في جميع قرارات المحكمة.

مراكز التأهيل والرعاية الاجتماعية تقدّم بيئة محمية للقاصر تشمل التعليم، التأهيل المهني، الدعم النفسي، وإعادة الدمج في المجتمع، بدلاً من وضعه في سجّان أو مقرّ عقابي.

لقد استعرضنا كيف يُواكب النظام القضائي الإماراتي مسألة حماية القصّر من خلال تشريعات متخصصة، وإجراءات تحقق ومحاكمة تراعي خصوصيات السنّ والنضج، وتدابير تأهيلية بدل العقاب، مع إشراك الأسرة وبدور محامٍ مختص. إن ضمان حماية القصّر ليس فقط مسألة قانون بل التزام اجتماعي نحو الجيل القادم.

للحصول على استشارة قانونية من مكتبنا في الإمارات، اتصل بنا عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.

اقرأ أيضًا عن:

المصادر:

  • القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل («قانون وديمة»).
  • القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2022 بشأن القاصر الجانح والقاصر المعرض للانحراف.
  • بوابة الحكومة الإماراتية – حقوق الطفل والاستحقاقات.