تخطى إلى المحتوى

احكام نقض في فسخ عقد الزواج​​ وفق القانون الإماراتي

في دولة الإمارات العربية المتحدة، يولي القانون أهمية كبرى لحماية حقوق الزوجين، حيث أتاح إمكانية فسخ عقد الزواج وفق شروط وإجراءات محددة تضمن تحقيق العدالة للطرفين. وتُعتبر قضايا فسخ الزواج من القضايا الشائعة التي تتطلب فهماً دقيقاً لأحكام القانون الإماراتي وأحكام محكمة النقض. في هذا المقال، سنناقش الشروط القانونية التي تجيز فسخ عقد الزواج قبل الدخول، ونستعرض أبرز احكام نقض في فسخ عقد الزواج​​ في الإمارات، لضمان الإلمام بكافة الجوانب القانونية لهذه القضية.

إذا كنت تواجه قضية مشابهة أو تحتاج إلى استشارة قانونية متخصصة في هذا المجال، اتصل بنا الآن.

شروط فسخ عقد الزواج قبل الدخول

يُجيز القانون الإماراتي فسخ عقد الزواج قبل الدخول في حالات معينة، مع تحديد الشروط والإجراءات الواجب اتباعها. يهدف ذلك إلى حماية حقوق الطرفين وضمان تحقيق العدالة.

  1. التفريق لعدم أداء المهر: إذا لم يُسدّد الزوج المهر المتفق عليه قبل الدخول، يحق للزوجة طلب فسخ العقد. يُشترط لذلك أن تكون الزوجة غير مدخول بها، وأن يُمنح الزوج مهلة لا تزيد عن 30 يوماً لسداد المهر بعد تكليفه من المحكمة. في حال عدم السداد، يُحكم بفسخ العقد.
  2. التفريق للعلل: يحق لأي من الزوجين طلب فسخ العقد إذا اكتشف في الطرف الآخر علة مستحكمة، سواء كانت منفرة أو مضرة، تجعل الحياة الزوجية غير ممكنة. يسقط هذا الحق إذا علم الطرف بالعلة قبل العقد ورضي بها صراحة أو ضمناً.
  3. التفريق للضرر: في حال تعرض أحد الزوجين لضرر جسيم من الطرف الآخر، سواء كان ذلك بالقول أو الفعل، بما يتعذر معه استمرار الحياة الزوجية، يحق للمتضرر طلب فسخ العقد. يتعين على المحكمة التحقق من وقوع الضرر وتعذر الإصلاح بين الزوجين.
  4. التفريق للغيبة: إذا غاب الزوج عن زوجته مدة طويلة، وكانت الزوجة لا تعلم مكانه، يحق لها طلب فسخ العقد. يُشترط لذلك إنذار الزوج قبل الحكم بالفسخ، وإعطاؤه مهلة للعودة. في حال عدم الاستجابة، يُحكم بفسخ العقد.
  5. التفريق للحبس: في حال حُكم على الزوج بعقوبة سالبة للحرية لمدة تتجاوز ثلاث سنوات، يحق للزوجة طلب فسخ العقد بعد مرور سنة من تنفيذ الحكم. يهدف ذلك إلى حماية حقوق الزوجة وضمان استقرار حياتها.

احكام نقض في فسخ عقد الزواج​ في الإمارات

تعد احكام نقض في فسخ عقد الزواج​ في الإمارات مرجعًا مهمًا في تفسير القوانين وتطبيقها، حيث تعزز هذه الأحكام من مبدأ تحقيق العدالة وضمان حقوق الطرفين. وقد صدرت عدة أحكام قضائية تناولت قضايا متنوعة تتعلق بفسخ عقد الزواج، نذكر منها بعض الأحكام المهمة التي توضح المبادئ القانونية الحاكمة لهذه القضايا:

1. الحكم باعتبار الخلع فسخًا لعقد الزواج

قضت محكمة النقض بأن الخلع يعتبر فسخًا للزواج وليس طلاقًا بائنًا، مما يترتب عليه عدم احتساب عدد الطلقات في حال رغب الطرفان في الزواج مجددًا بعقد جديد. كما أوضحت المحكمة أن الحكم بالخلع نهائي ولا يمكن الرجوع عنه، حتى لو أبدى أحد الطرفين الندم لاحقًا.

2. إلزام الزوج بإرجاع المهر في حال الفسخ بسبب عدم الأداء

أكدت محكمة النقض أنه إذا لم يقم الزوج بدفع المهر المتفق عليه ولم يتم الدخول، يحق للزوجة المطالبة بفسخ العقد دون أن تتحمل أي التزامات مالية. وفي إحدى القضايا، تم الحكم بإلزام الزوج بسداد ما دفعته الزوجة من نفقات تجهيز نفسها للزواج، باعتباره جزءًا من التزاماته المالية الناشئة عن العقد.

3. الفسخ بسبب الغش أو التدليس في البيانات الشخصية

في حالة تبين أن أحد الزوجين قد أدلى بمعلومات غير صحيحة عند إبرام عقد الزواج، يحق للطرف الآخر المطالبة بفسخ العقد. وفي إحدى القضايا، أيدت محكمة النقض حكمًا بفسخ عقد زواج بعد أن اكتشفت الزوجة أن الزوج قد أخفى عنها سجله الجنائي وتورطه في قضايا مخلة بالشرف. واعتبرت المحكمة أن هذا يشكل تدليسًا جوهريًا يؤثر على رضا الطرف الآخر.

4. حق الزوجة في فسخ الزواج لعدم القدرة على المعاشرة الزوجية

في قضايا أخرى، أقرت محكمة النقض بأنه إذا ثبت عجز أحد الزوجين عن المعاشرة الزوجية لأسباب طبية مستديمة، يحق للطرف الآخر المطالبة بفسخ العقد. وأكدت المحكمة أن هذا النوع من القضايا يتطلب تقديم تقارير طبية رسمية تثبت العجز، مع مراعاة حق الزوج أو الزوجة في طلب الفسخ للحفاظ على مصلحة الطرف المتضرر.

5. فسخ العقد بسبب عدم التكافؤ بين الزوجين

في بعض القضايا، أصدرت محكمة النقض أحكامًا تؤيد طلبات فسخ عقد الزواج بناءً على عدم التكافؤ الاجتماعي أو الاقتصادي، خاصة إذا كانت هناك دلائل على أن أحد الطرفين قد خدع الآخر فيما يتعلق بمستواه الاجتماعي أو المالي.

في إحدى القضايا، حكمت المحكمة لصالح زوجة طلبت الفسخ بعد اكتشافها أن زوجها قد أوهمها بأنه يعمل في وظيفة مرموقة، بينما كان عاطلًا عن العمل ولم يتمكن من توفير احتياجات الأسرة الأساسية.

6. إثبات الضرر الجسيم كسبب للفسخ

تؤكد محكمة النقض على أن الفسخ بسبب الضرر يجب أن يكون مبنيًا على أدلة قاطعة، مثل التقارير الطبية أو شهود العيان. وفي إحدى القضايا، قدمت زوجة أدلة تثبت تعرضها للإيذاء البدني المتكرر، مما دفع المحكمة إلى الحكم بفسخ العقد حمايةً لحقوقها.

7. فسخ العقد بسبب الإكراه أو عدم رضا أحد الطرفين

إذا ثبت أن أحد الزوجين قد أُجبر على الزواج تحت الضغط أو التهديد، يحق له اللجوء إلى المحكمة لطلب الفسخ. وقد قضت محكمة النقض بعدم صحة عقود الزواج التي تتم بالإكراه، مؤكدة أن الزواج يجب أن يكون مبنيًا على الرضا المتبادل دون ضغوط أو تهديد.

أحكام محكمة النقض في فسخ الزواج في الإمارات

الأسئلة الشائعة حول احكام نقض في فسخ عقد الزواج​ في الإمارات

في بعض الحالات، يمكن للقاضي الحكم بفسخ العقد دون موافقة الزوج، خاصة إذا تعسف في رفضه للخلع أو الفسخ.
من أهم أسباب الفسخ التي أقرتها محكمة النقض: عدم دفع المهر المتفق عليه، العيوب المستحكمة في أحد الزوجين، الضرر الجسيم، الغش أو التدليس، الغياب الطويل، والحبس لمدة تتجاوز ثلاث سنوات.
في حال فسخ العقد قبل الدخول، قد تستحق الزوجة نصف المهر المسمى، إلا إذا كان الفسخ بسبب يعود إليها، فقد تُلزم بإعادة ما قبضته من مهر.
نعم، يمكن استئناف حكم الفسخ أمام محكمة الاستئناف، ثم اللجوء إلى محكمة النقض إذا دعت الحاجة، شريطة تقديم أسباب قانونية مقنعة للطعن في الحكم.

ختاماً، يُعتبر فهم احكام نقض في فسخ عقد الزواج​​ في الإمارات أمراً ضرورياً لحماية حقوق الزوجين وضمان تحقيق العدالة. يُنصح دائماً باللجوء إلى استشارة قانونية متخصصة من محامي زواج لضمان اتباع الإجراءات الصحيحة والحصول على النتيجة المرجوة.

للمزيد من المعلومات أو للحصول على استشارة قانونية من أفضل مكتب محاماة في الإمارات، يُرجى التواصل معنا عبر الضغط على زر الواتساب الموجود أسفل الشاشة.

يمكنك الاطلاع أيضًا على:


المصادر:

  • موقع حكومة الإمارات الإلكترونية.
  • موقع وزارة العدل الإماراتية.
  • المحاكم الإماراتية المختصة.

ملاحظة: المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تعليمية فقط ولا تُعتبر نصيحة قانونية. يُنصح بمراجعة محامٍ مختص للحصول على استشارة قانونية متخصصة.