تخطى إلى المحتوى

الزواج العرفي في الإمارات: الحقيقة القانونية والآثار المترتبة 2025

الزواج العرفي في الإمارات يُشير إلى ارتباط بين شخصين يتم دون توثيق رسمي كامل في السجلات المدنية أو الشرعية، وغالباً ما يفتقر إلى التصديق من المحكمة أو المحكمة الشرعية.

يُعدّ هذا النمط من الزواج محل جدل قانوني واجتماعي كبير، خصوصاً فيما يتعلّق بحقوق الزوجة والأطفال والوراثة والطلاق.

المقال التالي يستعرض شروط وأحكام الزواج العرفي في الإمارات، أشكاله، الفروقات بينه وبين الزواج الرسمي، وأسباب لجوء بعض الناس إليه، مع أمثلة محلية ودور المحامي.

إذا كنت ترغب في استشارة قانونية مخصّصة، تواصل مع محامي في الإمارات المختص في قضايا الزواج.

أهم شروط وأحكام الزواج العرفي في الإمارات

لا يعترف القانون الإماراتي بالزواج العرفي غير الموثق بشكل رسمي، إذ يشترط المرسوم بقانون اتحادي رقم 41 لسنة 2022 بشأن الأحوال الشخصية، وكذلك قانون الأحوال الشخصية للشريعة الإسلامية، أن يتم عقد الزواج بحضور ولي الأمر (في حال الزوجة المسلمة)، وشاهدين عدلين، وإتمام العقد أمام الجهة المختصة مثل المحكمة الشرعية أو المأذون الرسمي، ثم تسجيله في السجلات الرسمية.

وبحسب البوابة الرسمية لحكومة الإمارات، فإن تسجيل الزواج في المحكمة الشرعية أو المدنية هو السبيل القانوني الوحيد لإثباته وحماية حقوق الزوجين والأبناء. أما إذا تم الزواج خارج هذه الإجراءات (بشكل عرفي أو غير مسجل)، فإن العقد لا يترتب عليه آثار قانونية معتبرة، ما يعني صعوبة المطالبة بالنفقة، أو حقوق الميراث، أو الحضانة أمام القضاء.

ما هي شروط الزواج العرفي؟

من الناحية النظامية، لا يُعترف بالزواج العرفي في الإمارات كعقد مكتمل الأركان إلا إذا سُجِّل رسمياً. لكن إذا حاول البعض صياغة عقد عرفي، فإن أقرب ما يجعله صالحاً للإثبات هو:

  • القبول الصريح من الطرفين مع نية الزواج.
  • وجود شهود عدول يشهدون على العقد.
  • موافقة ولي الأمر في حال الزوجة المسلمة وفق الشريعة الإسلامية.
  • وجود عقد مكتوب يحوي بيانات واضحة عن الطرفين.
  • توافق الشروط مع قانون الأحوال الشخصية الاتحادي أو القوانين المدنية المعمول بها لغير المسلمين.

أشكال الزواج العرفي في الإمارات

رغم أن التشريعات الإماراتية لا تمنح الزواج العرفي أي اعتراف قانوني مستقل، إلا أن الممارسات الاجتماعية جعلت له صورتين شائعتين يمكن التمييز بينهما:

الزواج العرفي المعلن

هو ارتباط يتم باتفاق بين الطرفين وبحضور بعض الشهود من الأهل أو المعارف، وقد يُوثَّق كتابةً في ورقة عرفية غير مسجلة رسمياً. ورغم أن هذا الشكل يُظهر نية الزواج ويُعلن أمام المجتمع، إلا أنه يفتقر للتسجيل في المحكمة الشرعية أو المدنية، مما يجعله غير مُعترف به قانونياً. وفي حال النزاع قد يُستخدم هذا الإعلان كقرينة لإثبات العلاقة، لكنه لا يرقى إلى مستوى العقد الرسمي المُلزم.

الزواج العرفي السري

هو اتفاق يتم بين الطرفين دون إعلان أو إشهاد أو موافقة ولي الأمر (في حال كانت مطلوبة شرعاً)، وغالباً يقتصر على ورقة عرفية أو اتفاق شفوي. هذا الشكل يُعد الأخطر من الناحية القانونية والاجتماعية، إذ لا يوفر أي حماية للزوجة أو الأبناء، ويُصعّب بشدة عملية إثباته أمام المحاكم، ما قد يترتب عليه ضياع الحقوق مثل النفقة والميراث والحضانة.

تعرف أيضًا على:

ما هو الفرق بين الزواج الرسمي والزواج العرفي في الإمارات؟

لفهم موقع الزواج العرفي في المنظومة القانونية الإماراتية، من المهم توضيح أوجه التشابه والاختلاف بينه وبين الزواج الرسمي، حيث يختلفان في القوة القانونية والإجراءات رغم اشتراكهما في بعض الأسس.

أوجه الشبه

  • كلا النوعين يقوم على القبول المتبادل ونية الزواج بين الطرفين.
  • في بعض الحالات العرفية، قد يوجد شهود أو اتفاق مكتوب يعبّر عن نية الارتباط.
  • أحياناً يحظى الزواج العرفي بقدر من الاعتراف الاجتماعي داخل العائلة أو المجتمع، حتى لو لم يكن له حماية قانونية كاملة.

أوجه الاختلاف

  • التوثيق القانوني: الزواج الرسمي لا ينعقد إلا عبر تسجيله في المحكمة الشرعية أو المدنية أو مكتب الأحوال الشخصية، مما يكفل الحقوق كاملة. أما الزواج العرفي فغالباً يبقى بلا تسجيل رسمي، وهو ما يجعل حقوق الأطراف ضعيفة أو محل نزاع.
  • ولي الأمر والشهود: في الزواج الرسمي يُشترط حضور ولي الأمر (للمرأة المسلمة) وشاهدين عدلين، بينما قد يُتجاوز ذلك في الزواج العرفي أو يتم دون إعلان.
  • الحماية القانونية: الزواج الرسمي يضمن للزوجين والأبناء حقوقاً مثل النفقة، الحضانة، الميراث والطلاق، بينما يفتقر الزواج العرفي لهذه الضمانات ويصعب إثبات الحقوق فيه قضائياً.
  • السلطات المعنية: عقود الزواج الرسمية تُسجل تحت إشراف المحاكم الشرعية أو المدنية وفق ديانة الأطراف، بينما لا تعترف السلطات بالزواج العرفي تلقائياً إلا عبر إجراءات قضائية معقدة لإثباته.

لماذا يلجأ بعض الناس للزواج العرفي؟

يلجأ بعض الأفراد إلى الزواج العرفي بدلاً من الزواج الرسمي لأسباب اجتماعية أو قانونية مختلفة، منها:

  • تجنب الإجراءات الرسمية: الرغبة في الابتعاد عن التعقيدات البيروقراطية أو الرسوم المرتبطة بالتوثيق القانوني.
  • الخوف من التدخل الأسري: في حال عدم موافقة العائلة أو المجتمع، يختار البعض السرية.
  • الاختلاف الديني أو الثقافي: بعض الزيجات، خصوصاً بين غير المسلمين، قد تكون أكثر صعوبة في التوثيق الرسمي.
  • إثبات العلاقة الشرعية: الرغبة في العيش المشترك بشكل يبدو شرعياً، دون المرور عبر القنوات الرسمية.
  • ضعف الوعي القانوني: اعتقاد بعض الأشخاص أن الزواج العرفي يكفي لإضفاء الشرعية، دون إدراك أنه لا يضمن الحقوق أمام القضاء.

ما هي شروط إثبات الزواج العرفي؟

  • إثبات الزواج العرفي أمام المحاكم الإماراتية أمر معقد ويتطلب توافر أدلة قوية، ومن أبرزها:
  • وجود أدلة مادية مثل أوراق مكتوبة أو مراسلات تثبت وجود علاقة زوجية.
  • شهادة الشهود ممن حضروا أو علموا بقيام العلاقة.
  • المعيشة المشتركة أو وجود التزامات مالية واجتماعية تعكس حياة زوجية.
  • إنجاب الأطفال، وهو عامل يعزز من قرينة وجود الزواج لكنه ليس شرطاً حصرياً.
  • التأكد من موافقة الطرفين وعدم وجود موانع شرعية أو قانونية كزواج سابق أو قرابة مانعة.

دور المحامي في القضايا المتعلقة بالزواج العرفي

يلعب أفضل محامي زواج في الإمارات دوراً محورياً في القضايا المتعلقة بالزواج العرفي، إذ يساهم في:

  • تقديم الاستشارات القانونية لتوضيح المخاطر وضمان الحقوق قبل الدخول في علاقة غير موثقة.
  • مساعدة في جمع الأدلة والشهادات لإثبات الزواج العرفي أمام المحكمة عند الحاجة.
  • التوسط لتوثيق العقد رسمياً إذا أمكن ذلك أو متابعة إجراءات تسجيله لاحقاً.
  • الدفاع عن حقوق الزوجة والأبناء في النفقة أو الحضانة أو الميراث، خاصة إذا كان العقد العرفي موضع نزاع أو غير معترف به من البداية.

قد تبحث أيضًا عن:

الأسئلة الشائعة

لا يضع القانون الإماراتي شروطاً رسمية معتمدة لعقد الزواج العرفي في الإمارات، لأنه غير معترف به أساساً. ومع ذلك، قد يُستأنس ببعض العناصر لإثباته مثل: موافقة الطرفين، وجود ولي الأمر إذا تطلبت الشريعة ذلك، حضور شهود عدول، أو وجود عقد مكتوب بين الزوجين.

الاعتراف بالزواج العرفي في الإمارات ليس هو الأصل؛ إذ يشترط القانون الإماراتي توثيق الزواج رسمياً أمام المحكمة الشرعية أو المدنية لضمان الحقوق. ولا يُمكن أن يُعتد بالزواج العرفي إلا إذا تم إثباته أمام القضاء بأدلة قوية ومقبولة.

يمكن محاولة إثبات الزواج العرفي في الإمارات عبر أوراق مكتوبة أو مراسلات بين الطرفين، شهادات الشهود، سلوك يعكس المعيشة المشتركة كالنفقة أو الالتزامات الأسرية، وكذلك وجود أبناء. لكن الإثبات يظل خاضعاً لتقدير المحكمة ولقوة الأدلة المقدمة.

عواقب الزواج العرفي في حال النزاع، يواجه الطرفان صعوبات كبيرة في إثبات الحقوق المترتبة على الزواج العرفي مثل النفقة أو الحضانة أو الميراث. وحتى إذا وُجدت أدلة، قد لا تمنح المحكمة الاعتراف الكامل، وقد يقتصر الأمر على بعض الحقوق الجزئية فقط.

الزواج العرفي في الإمارات قد يبدو حلاً سريعًا لبعض الأشخاص، لكنه يحمل مخاطر قانونية واجتماعية كبيرة بسبب افتقاره للتوثيق الرسمي والضمانات القانونية. كلما كان العقد الرسمي موجودًا، كلما سُهل حفظ الحقوق والواجبات للأطراف والأطفال.

للحصول على استشارة قانونية من مكتب محامي الإمارات لتقييم حالتك المحددة، اتصل بنا عبر القنوات المعتمدة.

قد يهمك أيضًا:

المصادر الرسمية:

  • قانون الإمارات – Marriage as per the Sharia law ‒ الموقع الرسمي لحكومة الإمارات.
  • المرسوم الفيدرالي رقم 41 لسنة 2022 بشأن الأحوال الشخصية لغير المسلمين.
  • قانون أبوظبي رقم 14 لعام 2021 الخاص بالزواج المدني وآثاره.